عصفورة العراق المراقبة العامة
جنسيتك : عدد المساهمات : 2100 السٌّمعَة : 20 الجنس : العمر : 32 النــــقاط : 31368 مكان الاقامة : حيثُ يسكن الشرفاء تاريخ التسجيل : 04/04/2011 وسام :
| موضوع: الحب و الصداقة في رأي الامام الصادق عليه السلام الأربعاء 4 مايو - 16:39 | |
| >>الحب و الصداقة << نرى الشيء الجميل أو الشيء الجيد فنجد انفسنا صدىً انفعالياً لذلك الجمال أو لتلك الجودة ، و هذا الشعور النفسي الذي نجده هو الاستحسان ، و قد نحس في أنفسنا بعد هذا الشعور انجذاباً رفيقاً أو عنيفاً إلى ذلك الشيء و هذا الانجذاب هو المحبة .
و المحبة في أولى درجاتها ميل الى الشيء المرغوب ، إذا كانت الرغبة فيه لا تكلفنا أن نتحمّل المشاق في تحصيله ، فإذا اشتدت الرغبة اليه ، و كلفتنا أن نتحمل بعض المشاق سّميت (( وداً )) و إذا بلغت أكثر من ذلك الحد سّميت (( حبّاً )) و هو اسمى درجات هذا الاحساس .
يقول الفيلسوف : الحب ميل طبيعي الى المحبوب الملائم ، و يقول الاجتماعي : الحب صلة نفسانية متبادلة بين أليفين و رابطة متعادلة بين قلبين ، و يقول العارف : الحب قوة خفية تصير المعشوق جزءاً من العاشق ، و قد تحيلهما شيئاً واحداً لا يقبل التجزئة . و يقول الأديب : الحب اشراقة الروح على الروح و مصافحة القلب مع القلب .
اما الامام الصادق ( ع ) فإنه يسمّيه الايمان حين يقول : " و هل الايمان إالا الحب " . و قد علمنا ان الايمان الصحيح عند الامام ( ع ) هو معنى الانسانية الكاملة . و الحديث على وجازته يدلّنا على منزلة عظيمة للحب في رأي الامام الصادق ( ع ) و لكن علينا ان نعرف هذا الحب القدسي الذي يفسر الامام به الايمان . من الاحكام التي لا تقبل التشكيك ان دوام كل عمل او صفة يكون بقدار ما لغاية ذلك الشيء من الدوام . و الاهتمام به بمقدار ما لغايته من الأهمية ، فالذي يطلب رجلاً لحاجة ينتهي طلبه إذا حصل منه على تلك الحاجة .و الذي يقرأ كتاباً ليفهم معناه تنتهي قراءته إذا حصل منه على الغاية ، و الحب أحد هذه الاشياء التي تطلب لغاياتها ، و تدوم بدوامها و تكون شريفة أو وضيعة بشرف الغاية أو ضعتها . فالذي يحب أحداً لماله ينفد حبّه إذا نفد المال ، و الذي يحب شخصاً لغاية غير شريفة ينتهي حبّه إذا حرم منها و قد ينقلب الحب بغضاً . و الإسلام دين المحبة و الصداقة ، و الاخوة الدائمة . لا يعجبه هذا اللون المشوّه من الحبّ و بالاحرى هذا التدنيس لطهارة الحب ، حب الشهوة الوضعية و الغايات السافلة .
الحب شريف لأنه علاقة بين أرواح فيجب أن يكون شريف الخاتمة ، و الشريعة الاسلامية مثالية في جميع أحكامها فيجب أن تككون مثالية في حبّها . على ان هذا اللون محدود الغاية فلا يلتئم مع الاُلفة الدائمة التي يدعو إليها دين الاسلام .
الحب هو الصلة الاولى بين العبد و ربّه ، و هو العلاقة المتينة بين الانسان و بين دينه . فيلزم أن تكون الصلة بين المسلمين ظلاً لذلك الحب و قبساً من ذلك النور فإن (( من حب الرجل دينه حبّه أخاه )) . كما يقول الامام الصادق ( ع ) و (( من حب الشيء حبّ جميع آثاره )) ، كما تقول الفلاسفة .
و ليس الحب شيئاً يكال جزافاً بالمكاييل ، و لا ينشأ مصادفة من غير سبب ، يحب الانسان ربّه لأنّه المنعم الذي أوجده بعد العدم ، ثم كمله بعد النقص و هداه من الضلالة ، و لانه الكامل المطلق الذي يجب أن يحب لأنه كامل . و يحب الانسان دينه لانه الطريق الذي يصل به الى السعادة الى السعادة و الوسيلة التي تضمن له الفوز بالخير الاعلى . و يحب الانسان أباه لأنه سبب وجوده و هو الكافل لتربيته ، و يحب المسلم أخاه المسلم لآنه عديله في الدين و شريكه في الكمال ، و يحب الانسان أخاه الإنسان لانه مثيله في الحقوق و نظيره في استحقاق السعادة ، هكذا ينظر الدين الاسلامي الى الحبّ .
العلاقة بين المتحابين إذا اُقيمت على هذا الأساس تحطّمت دونها كل غاية و سهلت في سبيلها كل وسيلة ، و كانت متعادلة بينهما فيحس أحدهما لصاحبه بما يحس به الآخر لانه صلة بين نفسين و بالاحرى بين عقلين . أمّا حب الشهوة فلا تكون له هذه الخاصة لآنه صلة غريزة و جسد ، و الجسد لا يحسّ به القلب .
على ان الحب الصديق لكماله يكون أكبر لذّة و أكثر اتصالاً و بقاءاَ ، لانها لذّة عقلية و القوة العقلية أكبر لذة لكونها اقوى ادراكاً و أسمى غاية . و يدلنا على هذا انّا نجد القلوب مجتمعة على حب الكمال أينما وجد و على تعظيم الكامل أينما حل و ان فصلت بيننا و بينه عشرات القرون ، فالذي يحب ( عنترة ) لشجاعته أو يحب ( حاتماً ) لجوده .... لم يحبهما لغرض يرجع الى قوة الغضب أو الى قوة الشهوة ، و لكنه يحبهما لانهما متصفان بصفتين من صفات الكمال ، و هو يلتذ بهذا الحب كلّما خطرت هذه الناحية في قلبه . و الصداقة مادة من مواد الأخلاق ، و الصديق صورة ترسم للإنسان مستقبله و تحددّ له سعادته و كماله ، و قد قال الشاعر العربي : عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه *** أفكل قرين بالمقارن يقتدي ينشأ الانسان و تنشأ معه غريزة التأسي و حب المحاكاة ، و هو يعلل بها كثيراً من أفعاله ، و يبنى عليها كثيراً من عاداته . برتكب الانسان الجريمة لان نظيره قد ارتكب مثلها أو أشد منها . و يعمل الاحسان لأن أمثاله يعملون ذلك . حتى الطفل فانّه يصدر كثيراً من أعماله لمجرد الاقتداء و حب المحاكاة و كم لهذه الغريزة من مظهر ، و كم لها من نتيجة حسنة أو قبيحة ، و بديهي ان هذه الغريزة إذا قارنت الحب و الصداقة كانت أشدّ تأثيراً في الانسان . و قد أثبتت التجربة ان المجاورة و الاتصال يؤثران حتى في الجمادات ... كالريح آخذة مما تمر به *** نتناً من النتن أو طيباً في الجمادات فمن الجدير بالانسان أن يختار موضعاً لصداقته ، لانه يختار مادة لأخلاقه و يضع رسماً لمستقبله و حدّاً لسعادته . من حقوق الحب على الانسان أن يختار له موضعاً و من حقوق النفس أن يختار لها مهذباً . و قدر قال الامام الصادق عليه السلام : { من لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلّق بأخلاقه } . و قال : ( لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ) .
:و للامام عليه السلام كلمات تتضمّن قواعد مهمة في الصداقة نذكرها من غير تعليق ( لا خير في صحبة من لم يرَ لك مثل الذي يرى نفسه ) ، "" إياك و مخالطة السفلة فإن السفلة لا تؤدي الى الخير "" ، { لا تعتد بمودة أحد حتى تغضبه ثلاث مرات } ، (( عليك بإخوان الصدق فإنهم عدة عند الرخاء ، و جنة عند البلاء )) ، "" صحبة عشرين سنة قرابة "" ، ( ضع أمر أخيك على أحسنه ، و لا تطلبن بكلمة خرجت من أخيك محملاً ) ، { الصفح الجميل ان لا تعاتب على الذنب ، و الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى } ، ( لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك وابق منها ، فإن ذهاب الحشمة ذهاب الحياء و بقاء الحشمة بقاء المودّة ) ، ( أحب اخواني اليّ من اهدى ( اليّ عيوبي ) ، ( إذا أحببت رجلاً فاخبره بذلك فإنّه أثبت للمودة بينكما ) ، ( انظر قلبك فإذا أنكر صاحبك فإن أحدكما قد أحدث ) .
اتمنى ان تكونوا قد استفدتم ، و عذراً عالاطالة تحياتي العطرة : عصفورة العراق
[/b]
عدل سابقا من قبل عصفورة العراق في الخميس 5 مايو - 3:53 عدل 1 مرات (السبب : تعديل الخط) | |
|
انور الرحال المشرف العام (قسم المنتدى الاسلامي)
جنسيتك : عدد المساهمات : 846 السٌّمعَة : 6 الجنس : العمر : 35 النــــقاط : 29462 مكان الاقامة : البصره تاريخ التسجيل : 02/09/2009 وسام :
| موضوع: رد: الحب و الصداقة في رأي الامام الصادق عليه السلام الخميس 5 مايو - 6:07 | |
| اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم يااااكريم بارك الله بلاخت عصفورة العراق على الموضوع الرااااائع ننتظر جديدك ودي | |
|
hassaneen89 (( مـؤسس المنـتدى ))
جنسيتك : عدد المساهمات : 3187 السٌّمعَة : 23 الجنس : العمر : 34 النــــقاط : 37491 مكان الاقامة : العراق العظيم تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: رد: الحب و الصداقة في رأي الامام الصادق عليه السلام الإثنين 9 مايو - 15:06 | |
| (
( إذا أحببت رجلاً فاخبره بذلك فإنّه أثبت للمودة بينكما ) ، ( انظر قلبك فإذا أنكر صاحبك فإن أحدكما قد أحدث )
موضوع رائع ونقل موفق ربي يحفظك ويحميك | |
|
عصفورة العراق المراقبة العامة
جنسيتك : عدد المساهمات : 2100 السٌّمعَة : 20 الجنس : العمر : 32 النــــقاط : 31368 مكان الاقامة : حيثُ يسكن الشرفاء تاريخ التسجيل : 04/04/2011 وسام :
| |
عصفورة العراق المراقبة العامة
جنسيتك : عدد المساهمات : 2100 السٌّمعَة : 20 الجنس : العمر : 32 النــــقاط : 31368 مكان الاقامة : حيثُ يسكن الشرفاء تاريخ التسجيل : 04/04/2011 وسام :
| موضوع: رد: الحب و الصداقة في رأي الامام الصادق عليه السلام الإثنين 9 مايو - 19:58 | |
| | |
|